دعاء الاستخارة يوظف عندما تأتي أحوال على الإنسان يجوز له فيها أن يستخير الله في أمر من أمور الدنيا، وكما يقال “العاقل من استخار الخالق، و شاور المخلوق”، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه كان يستخير الله تبارك وتعالى في بعض الأمور، وقد ورد ذلك في بيان صفة الإستخارة عند مسلم وغيره من علماء الحديث.
الاستخارة
لغة هي طلب الْخيرة في الشيء وصلاة الاستخارة هي طلب الْخيرةِ من الله عز وجل، وتكون بأن يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة ويسلم، ثم يحمد الله ويصلي على نبيه، ثم يدعو بنص الدعاء الذي رواه البخاري، وأما في الاصطلاح تعني طلب الاختيار وطلب ما هو أفضل من عند الله سبحانه وتعالى، فعندما يرتبك المسلم ويحتار في الاختيار بين أمرين أو أكثر من أمور الدنيا، جاز له أن يستخير الله في ذلك، والاستخارة قد لا تجوز في بعض الأمور، مثلا أن يستخير المسلم ربه في أن يصوم أو لا يصوم وقس على ذلك.
صلاة الاستخارة
يستحب للمسلم إذا أراد أن صلاة الاستخارة، ليستخير الله في أمر من أموره، وصفة هذه الصلاة، أن يصلي المسلم ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ثم يرفع يديه بعد السلام، ويسأل ربه أن يختار له ما كان فيه خير، ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك. وقد إتفق العلماء على أن صلاة الاستخارة سنة وليست فرضا، وعدد ركعاتها اثنتان فقط، وتكون على هذا النحو من الخطوات بالترتيب:
- وجوب الطهارة والوضوء كما يتوضأ المسلم عادة للصلاة.
- النية ومحلها القلب، فينوي المسلم أن يصلي ركعتي استخارة لله عز وجل.
- تبدأ الركعة الأولى بقراءة سورة الفاتحة، ومن السنة قراءة سورة الكافرين كسورة قصيرة، ثم الركوع فالسجود.
- القيام إلى الركعة الثانية ، ومن المستحب قراءة سورة الإخلاص كسورة قصيرة بعد الفاتحة، ثم إتمام الركعة بالركوع فالسجود.
- قراءة التشهد والصلاة الإبراهمية في نهاية الركعة الثانية، ثم التسليم عن اليمين ثم عن اليسار، ويجوز قراءة دعاء الاستخارة قبل التسليم أو بعده.
- يرفع المسلم كفيه بعد الانتهاء من الصلاة أو قبل التسليم داعيًا بدعاء الاستخارة وذاكرًا اسم الشيء الذي يريد استخارة الله بشأنه.
دعاء الاستخارة

فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن كان يردد دعاء الاستخارة في أموره كلها، وقد حث المسلمين على ذلك، فقد روى جابر رضي الله عنه فقال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) رواه الإمام البخاري في صحيحه.
هذا الدعاء هو الوارد عن النبي ﷺ ، فاعمل على حفظه وترديده في كل مرة تحتاجه لتستخير الله تبارك وتعالى، أو يجوز أن تدعو بما تيسر، فتقول على سبيل المثال: اللهم اشرح صدري لهذا السفر أو لهذا الزواج إن كان خيرًا، اللهم اشرح صدري لمعاملة فلان أو زيارة فلان إن كنت تشك في فائدته وخيره وما أشبه ذلك، حيث تسمي حاجتك وتسأل ربك أنه يشرح صدرك لها إن كان فيها نفع، وأن يصرفها عنك إن كان فيها شر.
إقرأ أيضا: دعاء الميت و المتوفى
شروط دعاء الاستخارة
- النية، ومحلها القلب كما أشرنا سابقا
- الدعاء لله سبحانه وتعالى وحده فقط، فلا يجوز الاستعانة بأحد من الأموات أو الصالحين عند الدعاء؛ لأن الله وحده مكلف بالإجابة،
- الاخذ بالأسباب.
- الرضا بقضاء الله.
- الاستخارة في الأمور المباحة فقط.
- التوبة، رد المظالم، عدم الكسب أو المأكل من حرام.
- أن تستخير في أي شيء حتى لو تمكن هذا الأمر منك وصار عندك الميل والرغبة في الأمر.